صحة الأسنان



6dc0e94218

إن أمراض الفم والأسنان موجودة منذ القدم، إلا أنها لم تظهر بشكل ملحوظ ومرتفع إلا في الفترة الزمنية الأخيرة التي صاحبت النهضة العمرانية والسكانية في دول المنطقة والتـي أدت إلى تغيير في أنماط السلوكيات المعتادة والعادات الغذائية لكثير من سكان المنطقة.

لقد ارتفعت الإصابة بتسوس الأسنان في الدول الصناعية بخاصة في الخمسينيات من القرن الماضي ونظراَ لما يشكله ذلك من مردود سلبي على الصحة العامة لأفراد تلك المجتمعـات إضافة إلى ما تتكبده الدول من أعباء مالية باهظة في سبيل علاج التسوس، فقد سارعت كثير من المجتمعات بوضع برامج وقائية ومشاريع علاجية لرعاية الصحة والأسنان ، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدل الإصابة بل والقضاء عليها كليا في بعض الدول الأوربية.

إن نسبة تسوس الأسنان لم تتغير خلال الثلاثين سنة الماضية في منطقة الـشرق الأوسـط وشمال أفريقيا لدى الأطفال في الفئة العمرية 6، 9، 11، 13 سنة بالرغم من الزيادة في تقديم الرعاية الصحية لأمراض الفم و الأسنان. أما في دول مجلس التعاون الخليجي فيعاني أكثر من 90% من السكان من مشكلة تسوس الأسنان. حيث أثبتت الدراسات أن نسبة التسوس قد زادت خلال 15 سنة الماضية. كما يعتبر علاج الأسنان مكلف ويشكل عبأً على كثير من الدول المتقدمة لارتفاع أسعار المواد الطبية اللازمة و الأجهزة الطبية المستخدمة. فكمية الموارد المطلوب توافرها لتأمين علاج أمراض الفم و الأسنان تتعدى إمكانيات وزارات الصحة نظراَ لحجم انتشار المشكلة.

ويعتبر مرض تسوس الأسنان واحداَ من أمراض الطفولة المزمنـة المنتـشرة حيـث تـشير الإحصائيات إلى أن 1من كل 4 من الأطفال في عمر 5-6 سنوات مصابون بالتسوس وترتفع هذه النسبة إلى 90% في الدول ذات الاقتصاد المنخفض. وتؤثر أمراض الأسنان بشكل مباشر على تغذية الطفل و أداءه في المدرسة، فالأطفال الذين يعانون من الألم في أسنانهم معرضون للتغيب والتأخر الدراسي 12 مرة أكثر من الأطفال الأصحاء. كما أن أمراض الأسنان تعكس الحالة التغذوية والسلوكية لأفراد المجتمع. إن إهمال صحة الفم والأسنان له تأثير سلبي على أداء الفرد ومشاركته في المجتمع ونوعية الحياة.

ولأهمية هذا الموضوع فقد تم عرضه على الاجتماع الخامس والستين للهيئة التنفيذية والذي عقد بالرياض في شوال 1427هـ/نوفمبر 2006م، وقد أطلع أعضاء الهيئة التنفيذية خلال طرح الموضوع على كافة القرارات الوزارية السابقة التي صدرت حول صحة الفم والأسنان والتي دعت جميعها إلى التأكيد على الخدمات الوقائية وتعزيز الجهود المسؤولة عن تخطيط وإدارة خدمات طب الأسنان بوزارات الصحة بالدول الأعضاء، وقد أوصى أعضاء الهيئة بتشكيل فريق عمل من المتخصصين بدول المجلس لدراسة موضوع صحة الفم والأسنان … وبالفعل تم عقد الاجتماع لفريق العمل يومي السبت والأحد 13-14 صفر 1428هـ الموافق 3-4 مارس 2007م حيث ناقش أعضاء الفريق أهمية أن يكون لفريق العمل غاية ورؤية ورسالة واضحة … وقد تم الاتفاق بأن تكون الرؤية هي :

1. تخفيض معدلات تسوس الأسنان إلى مستويات مقبولة عالمياً وتتماشى مع أهداف منظمة الصحة العالمية.
2. زيادة الوعي الصحي بالنسبة لأمراض الفم والأسنان في دول المجلس.
3. تغيير المعتقدات والسلوكيات الخاطئة المتعلقة بأمراض الفم والأسنان.
4. توحيد الجهود وتبادل الخبرات بين دول المجلس.

ثم ناقشوا خلال الاجتماع أربعة محاور رئيسية هي :
1. بناء قاعدة معلومات لصحة الفم والأسنان على مستوى دول مجلس التعاون.
2. تعزيز صحة الفم والأسنان على مستوى دول المجلس.
3. تبني إجراء مسح صحي خليجي لأمراض الفم والأسنان.
4. عقد لقاء علمي دوري للكوادر العاملة في صحة الفم والأسنان بدول المجلس.